أول من دخل أرض الروم أبو بحرية عبد الله بن قيس، وقيل: أول من دخلها ميسرة بن مسروق العبسي، فسبى وغنم.


هي أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر، أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم، من المهاجرات، كانت تحت زيد بن حارثة، ثم طلقها فزوجها الله تعالى نبيه، وفيها نزلت الآيات: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} [الأحزاب: 37].

كانت كثيرة الخير والصدقة، كانت صناع اليد، تعمل بيدها، وتتصدق به في سبيل الله، ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمها برة فسماها زينب، ومن ورعها موقفها من عائشة في حادثة الإفك، قالت عائشة: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش عن أمري ما علمت أو ما رأيت؟ قالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا.

قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع.

وكانت أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوقا به، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودخل قبرها أسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الله بن جحش، وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش، ودفنت في البقيع رضي الله عنها وأرضاها.


هو فلافيوس أغسطس هرقل إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية، من أصول أرمينية, بدأ صعوده إلى السلطة عام 608م، قاد ثورة ناجحة ضد الإمبراطور فورس الذي تسلم السلطة بعد خلع الإمبراطور موريس، ودون شعبية تذكر في ظل القلاقل التي عانت منها الإمبراطورية.

كان والد هرقل -وهو هرقل الأكبر- قائدا عسكريا ناجحا، شارك في حروب الإمبراطور موريس، ويعتبر هرقل مؤسس السلالة الهراقلية التي استمرت بحكم الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 711.

 انتصر هرقل على الفرس في معركة نينوى 5 هـ، ثم كانت هزيمة جيوشه على يد المسلمين في معركة اليرموك عام 14 هـ، وقد تنبأ هرقل بانتصارات المسلمين، كما في صحيح البخاري قال هرقل لأبي سفيان قبل أن يسلم: فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه.
  كاد هرقل أن يسلم لكن خوفه على ملكه منعه عن الإسلام، كما ورد خبره في صحيح البخاري، قال ابن الناظور:كان هرقل حزاء ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى مداين ملكك، فيقتلوا من فيهم من اليهود.

فبينما هم على أمرهم، أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا، فنظروا إليه، فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن العرب، فقال: هم يختتنون.

فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر.

ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية، وكان نظيره في العلم، وسار هرقل إلى حمص، فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نبي، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم، فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان قال: ردوهم علي.

وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت.

فسجدوا له ورضوا عنه.

هلك هرقل بعد أن هرم وتخلى عن قيادة الجيوش.


كما أصاب الشام طاعون عمواس فقد أصيبت الحجاز بقحط شديد جدا وجفاف عام، وسمي ذلك اليوم بعام الرمادة، حتى طلب عمر الغوث من مصر ومن الشام، فأرسل له عاملاه عليها المؤونة التي خففت عن الناس.


بعد انتصار المسلمين في موقعة عين شمس مكن هذا النصر معسكرات المسلمين من أن تشرف على حصن باب ليون مباشرة من جهته الشمالية والشرقية، وكانت أسوار هذا الحصن تضم مساحة تزيد عن الستين فدانا, ضرب المسلمون حصارا قويا على الحصن المنيع، غير عابئين بمجانيق الروم، تدفعهم حماستهم، وحب الجهاد ونيل الشهادة في مهاجمة الحصن، والقيام بسلسلة من المناوشات التي كانت نتائجها تضعف معنويات المحاصرين، ولم يكد يمضي على الحصار شهر حتى دب اليأس في نفس "المقوقس" حاكم مصر، فأرسل في طلب المفاوضة والصلح، فبعث عمرو بن العاص وفدا من المفاوضين على رأسه عبادة بن الصامت الذي كلف بألا يتجاوز في مفاوضته أمورا ثلاثة يختار الروم واحدة منها، وهي: الدخول في الإسلام، أو قبول دفع الجزية للمسلمين، أو الاحتكام إلى القتال، فلم يقبل الروم العرضين الأولين، وأصروا على مواصلة القتال، وحاول المقوقس أن يعقد صلحا مع عمرو بعد أن تيقن أنه لا قبل له بمواجهة المسلمين، وآثر الصلح وحقن الدماء، واختار أن يدفع الجزية للمسلمين، وكتب شروط الصلح، وأرسلها إلى هرقل إمبراطور الروم للموافقة عليها، وأسرع إلى الإسكندرية مغادرا الحصن، وأردف شروط الصلح برسالة إلى هرقل يعتذر فيها لهرقل عما أقدم عليه من الصلح مع المسلمين، فما كان من هرقل إلا أن أرسل إليه وإلى قادة الروم يعنفهم على تخاذلهم وتهاونهم إزاء المسلمين، ولم يكن لهذا معنى سوى رفض شروط الصلح، استأنف المسلمون القتال وشددوا الحصار بعد فشل الصلح، وفي أثناء ذلك جاءت الأنباء بوفاة هرقل ففت ذلك في عضد الجنود داخل الحصن، وزادهم يأسا على يأس، في الوقت الذي صحت فيه عزائم المسلمين، وقويت معنوياتهم، وفي غمرة الحصار تطوع الزبير بن العوام بتسلق سور الحصن في ظلام الليل، وتمكن بواسطة سلم وضع له أن يصعد إلى أعلى السور، ولم يشعر الروم إلا بتكبيرة الزبير تهز سكون الليل، ولم يلبث أن تبعه المسلمون يتسابقون على الصعود، تسبقهم تكبيراتهم المدوية فتنخلع لها أفئدة الروم التي ملأها اليأس، فكانت تلك التكبيرات أمضى من كل سلاح قابلهم، حتى كان قائد الحصن يعرض الصلح على عمرو ومغادرة الحصن.